يدعي بعض أصحاب النظرة السطحية أن المرفأ الساكن للرجل هو متعته بمشاهدة الجمال والدلال, والجمال الدنيوي جمال نسبي!!!
ويزعمون أن المرفأ الساكن له هو الغنى ووفرة المال.. وقد يكون المال نقمة في ضياع العمر وراءه, ومع ذلك قد لا يحقق الإنسان به مفهوم الخليفة في الأرض!!!
وقد يزعمون أن المرفأ الساكن هو التلذذ بالشهوة الحيوانية ... وهذه مؤكدة ستنقطع عند زوال القدرة المادية والمعنوية!!!
ولو دققنا النظر بعقلية سليمة وواقعية نيرة لوجدنا أن المرفأ الساكن هو ما عبرت عنه الآية القرآنية العظيمة بقول الله سبحانه وتعالى:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".
إن الرجل ليبحث عن الزوجة التي تحمل معاني المودة والرحمة حتى يجد الاستقرار النفسي والعاطفي, والتي تساوي المرفأ الساكن في حياته, وبقدر ما يأخذ الرجل هذه المعاني من زوجه, يكون العطاء من طرفه, كما قالت الأعرابية لابنتها, "كوني له أمة يكن لك عبداً. وكوني له أرضاً يكن لك سماء".
إن الرجل يريد امرأة أنثى تتحلى بكل معاني الأنوثة والوداعة, لا رجل آخر في البيت مناكفاً له في شخصه.
إن الرجل يبحث عن زوجة تغطي عيوبه, وتحتضنه في حالة شموخه مباركة له, وتحتضنه في حالة كبوته تشد أزره, وتأخذ بيده إلى سواء السبيل كلما أوشك على الوقوع. إن الرجل يبحث عن الزوجة التي ترى القليل منه كثيراً, والكثير منه نعمة لا توافيه حقه إلا بقولها له: "جزاك الله خير". و"حفظك الله لنا". و"أطال الله في عمرك بصحة وعافية". و"سدد الله خطاك". و حفظك الله في بيتنا نبراساً لكل خير ... الخ..
إن الرجل عندما يبحث عن المرفأ الساكن يبحث عن المحضن السليم, حتى يرى في فلذات أكباده ما كان ينتظره ويمني نفسه سنوات كثيرة.
إذاً باختصار شديد, الرجل عندما يبحث عن مرفأ ساكن يبحث عن مرفأ صالح... لأن المرفأ الصالح هو الذي ينتج المرفأ الساكن وهذا تحقيق لقوله صلى الله عليه وسلم: " ما استفاد المؤمن بعد التقوى الله خيراً له من زوجه صالحة إن أمرها أطاعته, وإن نظر إليها سرته, وإن أقسم عليها أبرته, وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله".
هكذا نريد أن نكون نساء وفتيات صالحات, ولا نغتر بما تبثه الأقلام المسمومة, والفضائيات العفنة الموجهة نحونا ونحو أسرنا وقبل ذلك نحو ديننا. ولو صدقوا فيما أدعوه من أن سعادة الرجل في الدلال والجمال والتحرر والتبرج والبعد عن الحياة والعفة ..
لما عزف الرجال عن النساء بالزواج الشرعي,
ولما شاعت الفاحشة شيوعاً لم يسبق له مثيل,
ولما ارتفعت معدلات انتحار النساء,
ولما انتشرت الأمراض الجنسية الخطيرة,
ولما زادت نسبة تناول المخدرات,ولما فترت غيرة الرجال على نسائهم,
ولما ارتفعت نسبة الطلاق,
ولما أوشكت الأسرة بمعناها التقليدي على الانقراض,
ولما..... ولما..... ولما.....
كل هذه الأمور دلائل واضحة في المجتمعات الغربية, وكذلك المجتمعات التي ابتعدت عن المنهج الإلهي. فالمرأة هناك مطية لشهواتهم, يتخلون عنها متى بدأ جمالها في الذبول.
والمرأة الصالحة هناك عملة نادرة, يتمناها الرجل الذي يبحث عن المرفأ الساكن, وما ندرتها تلك إلا لأنها رضيت أن تكون في الموضع الذي صنعوه لها, ولم ترض بالمكانة السامية الذي وضعها فيه المنهج الرباني, وعلى سبيل المثال هذه شهادة على ألسنتهم حيث يقول الأمريكان:"المرأة المرحة تساوي مليون دولار, والمرأة الجميلة تساوي ثلاثة ملايين دولار, أما المرأة الصالحة فتساوي ميزانية أمريكا كلها"...
فلنتوجه إذاً لتفعيل وتمكين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" وذلك من خلال المنهج السماوي...
إذا نظر إليها سرته.
وإن أقسم عليها برته.
وإن غاب عنها نصحته.
وإن غضب عليها قالت: لا أذوق غمضاً حتى ترضى ...
جعلنا الله وإياكم هذه المرأة..