قياس البصر ....أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام أول من أوضحه
قضى في رجل ضرب على رأسه فادعى أن بصره قد ضعف, فأقعده ثم عرض عليه بيضة فقال له: أتبصرها؟ قال: نعم, فلم يزل ينحيها عنه حتى قال: لا أبصرها, ثم حول الرجل عن يمينه وعرض عليه البيضة, ثم لم يزل ينحيها حتى قال: لا أبصرها. ثم علم على ذل الموضع, ثم حول وجهه إلى يساره وعرض عليه البيضة ثم لم يزل ينحيها حتى قال لا أبصرها ثم حول وجهه إلى خلفه ثم عرض عليه البيضة ونحاها عنه حتى قال: لا أبصرها, وعلم على ذلك الموضع, ثم قاس الأربعة جوانب التي انتهى إليها بصره فاستوت, ولم تزد ولم تنقص, فقال له: صدقت دعواك, ثم دعا رجلا في سنّه, وأقعده بجنبه ثم عرض عليه البيضة ثم نحّاها حتى قال: لا أبصرها حتى فعل ذلك به في الأربعة الجوانب, كما فعل بالأول, ثم قاس بين منتهى بصر المصاب وبصر الصحيح وأعطى المصاب الديّة على قدر ما نقص من بصره.
قال الدكتور علي التميمي في كتابه (الطب الشرعي في الإسلام) ص 122 معلقا على قضاء للإمام في قضية مشابهة لهذه ذكرها صاحب الوسائل في 19 / 220: الطريقة العلمية التي اتبعها الإمام منذ ذلك التاريخ المتقدم في عمر الطب الشرعي حيث يتطابق ما وضعه مع ما توصل إليه الطب الحديث في مجال قياس البعد البصري على اللوحة المرقّمة المعروفة في هذه الأيام, وتقسيم القوة الباصرة إلى ستة أجزاء, هو إبداع متقدم, لم يهتد إليه الطب الحديث إلا مؤخراً حيث تقسم أجزاء البصر اليوم إلى هذه الوحدات الرئيسية.
من كتاب :سلوا عليا عن طرق السماوات والأرض
تحياتي لكم